أعظم اِستثمار يُمكن للمؤمن أن يدخله، هو التبرّع بصدقةٍ جارية يدوم أجرها إلى ما بعد الممات، وتعتبر سقيا الماء والغذاء من أفضل الصدقات، لما ورد فيها من آيات وأحاديث في القرآن الكريم والسنّة الشريفة وكسب الكثير من الأجر والثواب عندما يكون إطعام الطعام خالصًا لله تعالى شكر الله تعالى على نعمته في سد الحاجة، فالمسلم الذي يجد قوت يومه فإن عليه شكر الله تعالى على نعمته تحقيق التوازن في المجتمع وتقليص الفجوات بين طبقات المجتمع والصدقة تطفئ غضب الله سبحانه
إذ قال تعالى في كتابه الكريم: (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء-30].
عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قُلت يا رسول الله إنَّ أُمّي ماتت أَفَأَتَصَدَّقُ عنها؟ قال: «نعم». قَلتُ فأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ ﷺ: «سَقْيُ الْمَاءِ»، وفي هذا الحديث دعوةٌ لكلِّ من يرغب بأن يتصدّق عن والديه، ليشارك في دعم مشاريع سقيا الماء بمختلف أنواعها.
كما ورد عن رسول الله ﷺ أنّه قال: «أَيَّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَأ، سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ»
وايضا أهم الأعمال التي يجب على المسلم اغتنام أجرها العظيم هي إطعام الطعام، فقد تعدد ذكر فضل إطعام الطعام للمسلمين في القرآن والأحاديث الشريفة وأحاديث الصحابة والصالحين، ومن فضائل إطعام الفقراء والمساكين طبقًا للأيات والأحاديث التي ورد فيها ذكرهاويعد من أصحاب الإيمان المبشرين الجنة لقوله تعالى:
“أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ* يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَة* أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ* ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ* أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ“.
وصفهم القرآن الكريم “بالأبرار” في قوله تعالى:
“إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًاعَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا* وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا“.
There is no time anymore